كنا صغيران .. لا نملك معنى الحب .. أو لا نعرفه .. كلاهما كان سواء
ولكن .. كان قلبانا الصغير يحمل ما لا يستطيع الأرض أن تحمله
كانت تسكننى .. فأسكنها .. أصير شمسا .. فتبدو هى ظلا ..
فتصير هى شمسا .. فأبدو ظلا .. فنصير أشيائا لا تحتمل ..
كعين الشمس .. وسواد الظل .. نبدو شعاعا .. يربط ما بين السمش وما بين الظل
فأدركنا معنى الحب .. كانت الأشجار .. تبدو بيوتنا .. والطيور كانت رفيقة الفرح وقت اللعب
عند البحيرة .. كانت تعشق لعب الطين .. بنينا قصورا ..
وروادنا الحلم .. أننا كبيريان .. نتعلق إلى سمائا زاهيه .. تبدو زرقاء بلون سحابة اعيننا
كنا نحب .. ولا نعرف المقابل .. فقط كنا نستمر .. أيامنا قضيناها سويا .. نحلق بين حدائق القرية
الأشجار كانت تعرفنا جيدا .. والسنبلات الخضروات .. والحمامات .. وأهل القرية .. كان حلمنا وقت الدراسه أننى سأكون مهندسا ماهرا .. أبنى لها قصرا فوق التل الأخضر .. وهى طبيبة تعالج الفقر فى الناس والمرض .. ورحنا نتفق على ذلك .. ذاكرنا .. واجتهدنا .. كانت لى .. وكنت لها .. وقت الحلم
وذات صباح .. وفى طريقنا إلى المدرسة .. كان يرسم وجهها تلك البسمه التى اتذكرها إلى هذه اللحظة ولم تغيب عنى .. وتلك النظرة .. وقلقلة الكلام .. قالت لى احبك .. هل تكفيك ؟ فقط هى الوحيدة التى استطيع أن اقولها تلك الكلمة .. رغم أنى أحمل احاسيس لا تستطيع الجبال أن تحملها
ولكن قلبى .. مازال يحملها إليك .. قولت لها : مليكتى الصغيرة وحبيبتى وذلك النبض
انتى حياتى .. فراحت تتضفق الكلمات كالأمطار .. أوقفتنى ونظرت إلى
وقالت : أرغب فى الشيكولاته .. أوقفتها ومضيت اشتريها إليها .. وعدت
وووجدت دمائها فوق الأسفلت .. ورحت أجمع ملامحها .. أحمع جسدها الممزق
وخقنت الدموع الحنجرة .. فرحت أصرخ بلا وعى
اقسمت لو انى كبير الآن .. لكنت حطمت تلك السيارة التى صدمتها
اجتمع الناس راحوا يجذبونى بعيدا .. ولم أفيق بعدها إلى وأنا بين أركان معدات غرفة الإنعاش
وإلى الآن .. مازلت أذكر تلك الملامح الأخيرة وقت الرسم
مازالت عيناى تقتل تلك الدمعتين .. التى ابصر حبيبتى بداخلها .. تضحك
ومازال ذلك الحلم وذلك القصر فوق الطين .. وتلك الكلمات الأخيرة
حبيبى .. أحبك .. فهل تكفيك ؟