تعتبر الواجبات المدرسية من أهم المشكلات التي تواجه كلا من الطالب والأسرة والمعلم، فعدم معرفة الأطراف الثلاثة لأهمية تلك الواجبات يفقدها القيمة التعليمية، وتصبح بالتالي معوقا من معوقات نجاح الطالب في المدرسة، وفي كثير من الأحيان يقع الطالب في حيرة حول اهمية تلك الواجبات حيث يقدمها المعلم في المدرسة بطريقة سريعة وكأنها جزء روتيني من عملية التعلم، فإدراك المعلم لأهمية تلك الواجبات يوضح للأهل مشاركتهم في عملية تعلم ابنهم، وهذا لا يمكن أن يتم دون ادراك المعلم لاهمية الواجبات المدرسية والإرشادات التي يقدمها للأهل لمساعدة ابنهم في إتمام تلك الواجبات .
إن الطلاب الأكثر احتمالا للنجاح في مسيرتهم التعليمية، هم الذين تقدم لهم عائلاتهم الدعم النشط من خلال مشاركتهم أمور دراستهم، والتحدث مع معلميهم، ومشاركتهم في الأنشطة المدرسية، ومساعدتهم في واجباتهم المدرسية، هذه المشاركات تعطي الطلبة ميزة هائلة للنجاح في عملية التعلم . وتعتبر الواجبات المدرسية جزءا هاما في حياة الطالب من خلال فاعليتها في تحسين عمليات التفكير وتنشيط الذاكرة، كما تشجع على استغلال الوقت جيدا ، وتجعل الطالب قادرا على التعلم باستقلالية، وان يكون مسؤولا عن عملية تعلمه . كما ان الواجبات المدرسية تتيح للأسرة التعرف على نوعية التعليم المقدم لأبنائهم، كما تمنحهم الفرصة للتواصل مع أبنائهم والمعلمين والإداريين .
وتعتبر الواجبات المدرسية فرصة للطلبة ليزداد تعلمهم وللأسرة للمشاركة في عملية التعلم، لكن مساعدة الأهل لأبنائهم في إتمام واجباتهم المدرسية أمرا ليس سهلا، ويمكن ملاحظة ذلك خلال الاجتماعات التي تعقد ما بين الأهل والمعلمين ، حيث تطرح التساؤلات التالية :
* كيف يمكن إقناع ابني بإتمام واجباته المدرسية يوميا، وهو يمضي معظم وقته في مشاهدة التلفاز
* يتذمر ابني يوميا من كثرة الواجبات المدرسية .
* لماذا أضيع وقتي في إتمام الواجبات المدرسية، ان الاتجاه إلى ممارسة الرياضة أو الموسيقى أهم من الواجبات المدرسية .
* كيف يمكن أن أساعد ابني في واجباته المدرسية في مواد العلوم والرياضيات وأنا لا افهم تلك المواضيع .
* هل حقيقة أن الواجبات المدرسية تساعد ابني في تحسين تحصيله الدراسي .
وقبل استعراض أهم الخطوات التي يجب على الأهل إتباعها لمساعدة الأبناء في إتمام الواجبات المدرسية، لابد من التركيز على فوائد هذه الواجبات والتي يمكن تلخيصها في أن الواجبات المدرسية تساعد الطالب على مراجعة المواد التي قدمت له في اليوم الدراسي، والاستعداد لليوم الدراسي التالي، وهي تساعد الطالب على استخدام مصادر المعرفة المختلفة من اجل الوصول إلى المعلومات التي تتعلق بمواضيع دراسته، وتساعده على التعلم الذاتي، وتساعده على تنظيم الوقت، وتكسبه الطالب مهارات إعداد التقارير حول الموضوعات الدراسية . وتطور اتجاهات ايجابية تحصيلية وكما تطور عادات دراسية جيدة لدى الطالب وتسهم في تحمل الطالب مسؤولية تعلمه وبالتالي تحسين تحصيله الدراسي .
ويعتمد حجم الواجبات المدرسية التي تقدم للطالب على عدة عوامل مثل العمر، مرحلة الطالب الدراسية، مهارات الطالب واحتياجاته الدراسية الخاصة، وهذه الامور يستطيع المعلم تحديدها، فكيف يمكن إعطاء واجبات دراسية معينة لجميع الطلبة ونحن نعلم أن هنالك فروق فردية بينهم؟ سؤال يطرح إذا أخذنا بعين الاعتبار العوامل السابقة.
ومن اجل نجاح إتمام الطالب لواجباته المدرسية، فان الطالب يحتاج إلى مساعدة الأهل من مبدأ أن الأهل يهتمون بتلك الواجبات، فإذا كان الاهتمام من قبل الأهل واضحا يزداد إقبال الطالب على إتمام واجباته المدرسية. ومن اجل ذلك هنالك بعض الامور يجب على الأهل أخذها بعين الاعتبار :
* تحديد وقت إتمام الواجبات الدراسية ، وهذا يعتمد على عمر الطالب واحتياجاته الخاصة، حيث يمكن تنظيم الوقت المطلوب لإتمام الواجب المدرسي ثم إعطاء وقت للراحة، أو الاستعداد لليوم الدراسي التالي ثم الراحة وبعدها إتمام الواجب المدرسي ، ولكن يجب إتمام الواجب المدرسي قبل وقت ذهاب الطالب للنوم . وإذا كان الطالب مشاركا أو لديه اهتمامات بنشاطات أخرى مثلا نشاطات رياضة أو غيرها فعلى الأهل تنظيم الوقت بين تلك النشاطات والواجبات الدراسية، وفي بعض الأحيان يجب تقليل تلك النشاطات إذا كانت تؤثر على دراسة الطالب . وينصح في المرحلة الأساسية الدنيا تدخل الأهل في تنظيم الوقت، أما في المراحل اللاحقة فيفضل تحمل الطالب لمسؤولية تنظيم الوقت .
* تحضير مكان مناسب في البيت لإتمام الواجبات المدرسية وهذا يعتمد على عدة عوامل مثل العوامل الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية للأسرة، ومهما يكن الأمر يجب توفير مكان مناسب ومريح .
* ابعاد المشتتات التي يمكن أن تعوق الطالب عن إتمام واجباته المدرسية مثل التلفاز والهواتف خصوصا الخلوية منها، وفي بعض الأحيان يمكن للموسيقى الهادئة أن تشكل خلفية مريحة للطالب .
* معرفة أفراد الأسرة بان لهم دورا مهما في تعلم الطالب خصوصا الأسر يمكن أن التي توصف بيئتها بالبيئة الأسرية المزعجة .
*توفير مصادر التعلم مثل القواميس والكتب أو المراجع وأجهزة الحاسوب والمواد المساندة لتعلم الطالب مثل الأقلام والأوراق وغيرها لما لها من اهمية في مساعدة الطالب لإتمام الواجب المدرسي .
* جعل عملية القيام بالواجبات المدرسية عملية مشوقة وممتعة .
وقد تظهر بعض المشكلات التي تعيق إتمام الواجبات المدرسية مثل رفض الطالب القيام بانجازها لاعتقاده بان المعلم لا يهتم إلا برؤيتها فقط دون تصحيحها، عدم وضوح تعليمات انجاز الواجب المدرسي، عدم تنظيم الوقت المناسب، عدم توفير بعض مستلزمات انجاز الواجب المدرسي، حجم الواجب المدرسي، صعوبة أو سهولة الواجب المدرسي، تحديد الواجب المدرسي فقط في الأيام التي تليها عطلة أو إجازة وعدم تحديدها بقية أيام الأسبوع وغياب الطالب عن المدرسة لسبب أو لأخر