كلمة الشيخ الداعية العلامة الشيخ عبدالرحمن عبدالله باعباد
الحمدلله وهو حسبنا ونعم الوكيل والصلاة والسلام على الهادي إلى سواء السبيل ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه خير جيل ومن تبعهم في أقوم سبيل ..
أيها الأحبة الكرام : كلنا يدرك ماهو حاصل ، مما كان مستقيماً وصار مائل ، أو بازغاً ثم صار آفل ، وتلك سنة الله ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) .. إذ الكون مطبوع على التغيير والتحويل . والمدهش الجالب لعظمة الحق عند المستبصر هو سرعة الأحداث ، ومهما تكون فللمؤمن عين بها يبصر ما يجنبه الإنزلاق ، وما يجعله في المقابل يدلي بدلوه للاستفادة والاغتنام ؛ ليحصل من جديد للشمس إشراق .. فالتغيرات على أكثر من منحى واردة ، والمطلوب أن تُستثمر في تصويب النظر لإقامة المعْوَج من سالف الأفعال والأقوال ، وأن تُزَم الأحداث بزمام الإيمان ، وتُسَوّر بسور الأخلاق ، وأن تُرفع لافتة الحقوق العظيمة التي نادى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الموقف العظيم واليوم العظيم والجمع العظيم لأن شأنها عظيم حيث قال بعد أن استنصت الناس من حوله : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ ) .. نعم نشهد أنك بلغت ، لكن عمى البصيرة ، وحب الغلبة ، وغشاء التعصب ، وجشع الإنفراد بغلة الأرض يعمي ويُصم .
أيها الأحبة : آن للعقول الراجحة والنفوس الصافية أن تضع خططها لتحمي الحمى ، وأن تفوّت الفرصة لمن كشَّر عن أنيابه ، وأن تبرز ملامح الغيرة على الأخوة الإسلامية ، وأن تدفن عصبية النعرات والحزبيات والقبلية ، وأن تسمو ليكون الاستظلال بظل الاسلام فيتسع السقف للجميع ، ويصل الظل للأسرة الإنسانية أينما حلّت ، فكل ثلة أينما وجدت وكل بقعة أينما كانت مرشحة لأن يصله هذا الدفء وهذا الحنان .
إذاً ليس لنا مع كل هذه الأزمات إلا حلٌّ واحد وهو أن يتمثل أبناء الإسلام دينهم فيحل الإسلام في أبنائه إيماناً وعملاً ورحمة بالجميع .
وقريباً سيركع العالم كله أمام المسلمين لا لتقدمهم في الصناعات وغيرها – وهو مطلوب – ولكن لأن حل مشاكل العالم في دينهم الخاتم المنزل من عند خالق الخلق والمتصرف فيهم سبحانه وتعالى .. غيرنا يصنع ليبيع ويستثمر ويدمر ، ونحن ينبغي أن نصنع ولكن لنبني ، ونصون العرض والدين ، وننشر العدل والسلام ..
إنها أحداث تجذب الناظر إليها ومن باب أولى من هو في معتركها إلى أن يكون له موقف ، والمرجو من الله أن يجعل مواقف أبناء الاسلام مشرفة تُسطَّر في التاريخ بأحرف من نور ، ويُعلى بها شأن مسطرها يوم البعث والنشور والأساس في كل ذلك النية الصالحة ، قال الإمام الحسن البصري : من فتح على نفسه باب نية صالحة فتح الله له سبعين باباً من أبواب التوفيق..
منقول من موقع الشيخ عبدالرحمن عبدالله باعبادhttp://www.baabbad.net/new/ar/details_activities.php?brand_no=58